اعترافات الإسلاميين تتوالى عقب بيان الإخوان رداً على قرار ترامب: جمال سلطان يصف البيان باعتراف الجماعة بأنها «خراب في أي دولة تتواجد بها» واستعدادها للتخابر
قال الكاتب الإسلامي المؤيد لجماعة الإخوان المسلمين، جمال سلطان، إن البيان الأخير للجماعة تعليقًا على قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بإدراجها في قوائم الإرهاب، جاء مؤسفًا ومخالفًا للمنطق السياسي، واصفًا إياه بأنه اعتراف بأن الجماعة تمثل «خرابًا في أي دولة تتواجد بها»، وحملت فقراته عرضا من الجماعة باستعدادها للتخابر مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وأصدرت جماعة الإخوان المسلمين بيانًا أمس رداً على الأمر التنفيذي للرئيس الأمريكي للنظر في تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية وفق القانون الأمريكي. وأوضح البيان رفضه للأمر التنفيذي، واعتبره «وشاية مدعومة من الإمارات وإسرائيل»، وهو ما قد يكون صحيحًا، بحسب سلطان، لكنه أضاف أن الروح الانهيزامية التي صيغ بها البيان، والتطوع بتقديم عروض خطيرة للتعاون مع الولايات المتحدة وأجهزتها، أمر مخزي ومؤسف، خصوصًا وأنه صادر عن تنظيم ديني وسياسي وليس عن سلطة رسمية.
وأشار سلطان إلى أن البيان ذكر أن الجماعة تعاونت مع الحكومة الأمريكية أثناء توليها حكم مصر، حيث جاء نص البيان: «وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد عملت خلال الفترة التي تولت فيها حكم البلاد عن كثب مع حكومة الولايات المتحدة لتعزيز الاستقرار الإقليمي ودفع الجهود الدبلوماسية من أجل إرساء السلام».
وأضاف سلطان أن هذا الاعتراف يشير صراحة إلى أن الجماعة كانت تحكم مصر، خلاف ما كانت تنفيه سابقًا، وأن البيان يكشف عن استعداد الجماعة للتعاون مع الأجهزة الأمريكية، حيث نص البيان على:
«وستواصل الجماعة مساعيها لتحقيق أهدافها من خلال الوسائل السلمية والديمقراطية بشكل حصري، وكذلك السعي إلى المشاركة البناءة مع جميع الحكومات، بما في ذلك حكومة الولايات المتحدة».
واعتبر سلطان أن مفهوم «المشاركة البناءة» الذي تعرضه جماعة دينية سرية على الولايات المتحدة يشكل عرضًا خطيرًا يمكن اعتباره «تخابرًا» وفق معظم الدول العربية، ويثير قلقًا بشأن طبيعة عمل الجماعة خارج مصر.
كما أشار البيان، بحسب سلطان، إلى أن تواجد الجماعة في أي دولة يمثل تهديدًا لمصالح تلك الدولة، حيث جاء فيه:
«هذا الأمر التنفيذي لا يخدم مصالح الولايات المتحدة أو شعبها. فليس لجماعة الإخوان أي تنظيم أو فرع أو تمثيل لها في أي مكان داخل الولايات المتحدة، ولا تعمل على أراضيها، وليس لها أي ارتباط تنظيمي أو تشغيلي أو مالي مع أي كيان في أمريكا الشمالية».
وأضاف البيان أن فكرة تواجد الجماعة في الولايات المتحدة «نتاج حملة طويلة الأمد قامت بها شبكة من المؤسسات المعادية للإسلام وجماعات الضغط الأجنبية التي تروج لنظريات المؤامرة لتشويه السياسة الأمريكية بهدف تحقيق مكاسب خارجية».
ولفت جمال سلطان إلى أن هذا البيان يزيد الشكوك حول نشاط الجماعة الدولي، ويؤكد أن أي تواجد لها في العالم العربي يمثل تهديدًا للأمن القومي والمصالح الوطنية، وأنه يكشف عن حالة تخبط وتشتت داخل الجماعة نتيجة الأزمات المتلاحقة.
واختتم سلطان حديثه بالقول:
«مع الأسف، هذا البيان مسيء جدًا للجماعة، ويهيج الشبهات حول دورها وعلاقاتها الدولية. ضرره أكثر من نفعه، ويكشف عن اتساع حالة التخبط داخل الجماعة وتشتت الرؤية، ربما بسبب الأزمات التي توالت عليها مؤخرا.




